الثلاثاء، 8 يناير 2013

وللحيــــــاة معنا .. وقفات

تدور رحى الأيــــــام .. وتمر عجلت السنين والأعـــــــــوام ..
ثم تأتي لحظـــة من بين لحظات الحيـــــــــاة ..
لتُغّيب عن ناظرينا أشخاصا قربوا منا قرب الروح من الجسد ..
فتغيب شخوصهـــم ..
ولكن :
لا يغيب ذكرهــــــم الجميل .. وأثرهم الطيب ..
صورهـــم تحوم في مخيلتنا كل آن ..
حين نروح يمنة ويسرة .. نرى أنهم رسموا لنا في زوايــــا الحيـــــاة ..
حكايات طيبة ..
وحكما ثرية ..
وزهورا ندية ..
وشيئا من العظة والعبرة ..
نعم ..
قاسمناهم الحياة بحلوها ومرها ..
وهم كذلك قاسمونا الحياة بحلوها ومرها ..
ضحكوا لأجلنا .. وبكوا من أجلنا ..
سعدوا وضحوا ..
أسعدوا وامتعوا ..
حملوا همومنا وحملنا همومهم ..

همساتهم الصباحية تنعش أرواحنا ..
وشذراتهم المسائية تطرب مسامعنا ..

المكان : الرياض
الموعد : تنافسا شريفا على جائزة صاحب السمو الأمير سلمان - حفظه الله ورعاه - لحفظ القرآن
لقاءنا الأول موعدا مع كتاب الديان .. وجمعنا على مائدة القرآن ..
تدبرا .. ومراجعة .. وحفظا ..
علت الأنفس .. مع نسائم الكتاب ..
فكان لنا مع القرآن شأن آخر ..
ذرفت منا العيون وهزت الأيات الكيان واقشعرت الأبدان وخشع الوجدان .. حتى عجزت الشفاء عن مواصلة ترنم الأي
خشوعا .. وخشية .. وحبا .. لكلام المنان ..
فطابت الأرواح .. وتآلفت الأنفاس .. واجتمعت القلوب .. قربا وحبا للواحد الديان
فكانت وحدة الأهداف والغايات والأمنيات .. في بحر الحياة ..
*
رضـــــا المنان ... وجنات حسان

نعم .. يا أحبه ..
وكما أن للقمر أفول .. وللشمس مغيب ..
غابت شمس أختا غالية علينا..
مذ أشهر وكأنها أيام ..
غابت " عائشة العنزي "
ولم تغيب محامدها ..
وقبضت روح الطهر " عائش " ولم تقبض محاسنها
بعد معاتاة السرطان .. سنين طوال ..
وبعد أن قدمت من الخير وأعمال البر وهي على السرير الأبيض الشيء الأكثر
رحلت .. 
لتعطينا درسا من دروس الحياة ..
أن بعد العيش وإن طال ... رحيــــل ..
وبعد الاجتماع ... فراق ..
وبعد القرب ... بِعاد ..
نعـــم غابت " عائش " عن الحياة بعد معاناة .. مر البلاء ..
فاللهم اغفر لها وارحمها واجعل قبرها روضة من رياض الجنان
نعم ..
عاشت كبيرة .. وماتت كبيرة ..
فنعم الحياة .. ونعم الممات ..
رحلت .. وخلفتنا بعدها .. فماذا أعددنا ليوم الرحيل .. ؟!
وماذا قدمنا ليوم العرض على الله ..؟!
وماذا سيكون عليه وقوفنا بين يدي رب العزة والجلال ؟!
فاعمل في دنياك لأخرتك ..
واطلب من الله القرب والرضى ..
ولا تكن من الأشقى فتشقى ..
وانجوا بجسدك من نار تلظى ..
فأنت اليوم مُنحت فرصة لم تمنح لغيرك ..
فسارع قبل فوات الأوان .. وسابق الأزمان ..
فلرحيل الأحباب .. عبر وعظات ..
واعلم أن :
اليوم عمـــــــل ... وغـــدا حســـــــــاب ..
أختكـــــــم : ضحـــــــى .. ~

مناجاة .. ~



إلهــــــــي ..
صففت أقدامــــــي عند أعتاب بابك ..
فحلقت روحي ..
ورفرف وجداني ..
وكأن خفقاته ترانيم الحياة ..
وكأن علائق الأرض انسلخت عني ..
فــ
غدوت كــــ
مولودة .. بين يديك ..

مولاي ..
كلما أذقتني لذة الذل بين يديك ..
وعظمة الافتقار إليك ..
وأنس الخلوة بك ..
وسحر مناجاتك ..
علمت ..
أنني في كل أحوالي محتاجة لك ..
وراحتي في القرب منك والتودد إليك ..
وروحي في سمو وارتقاء كلما لهج لساني بذكرك ..


مولاي ..
الروح تحوم شوقا ..
والفؤاد يطير حبا ..
والجوارح محلقة تتلمس مواطن رضاك ..
والقرب منك ..
فــ
أسألك أن تجعلني أفقر خلقك إليك ..
وأغنى خلقك بك ..

مولاي ..
ابتغي حبك ورضاك ... وارجو عفوك ورحماتك ..

الفقيرة إليك :
ضحى .. ~